الأمارات

من صمت التوحد إلى صخب الإنجاز.. قصة طالب إماراتي تحدى الإعاقة بعشق القراءة

كتب: أحمد المصري

في رحلةٍ ملهمةٍ، تحدى طالب إماراتي من ذوي الهمم، تحديدا من طيف التوحد، كل الصعاب، ليحوّل معاناته إلى قصة نجاحٍ تُلهم القلوب. علي السميطي، طالب السنة الرابعة في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة الشارقة، لم يكتفِ بتحدي التوحد، بل حوّله إلى نقطة قوة، ليصبح عاشقًا للقراءة والمعرفة، ونموذجًا يُحتذى به في الإصرار والتحدي.

شغف المعرفة يتحدى الإعاقة

بين رفوف الكتب في جامعة الشارقة، يقف علي شامخًا، حاملًا معه قصة كفاحٍ بدأت منذ طفولته. لم يكن علي مجرد طفلٍ محبٍّ للقراءة، بل كان شغوفًا بالتكنولوجيا أيضًا، متقنًا للغة الإنجليزية كأنها لغته الأم. واليوم، يقف على أعتاب التخرج، يحلم بتوظيف كل ما تعلمه لخدمة وطنه، من خلال العمل في المكتبات الوطنية، وابتكار مكتبة إلكترونية لأصحاب الهمم.

رحلة كفاح ودعم أسري

لم تكن رحلة علي سهلة، لكنها كانت مليئة بالدعم الأسري الذي لا ينضب. والداه، اللذان لم يعرفا اليأس يومًا، وقفا بجانبه، صابرين ومُساندين، ليُشعلا فيه جذوة الأمل والإصرار. يتذكر علي سنواته الأولى، قائلًا: “لم يكن الطريق سهلًا، لكن والديّ آمن بي دائمًا، ودعماني في كل خطوة. كانا يشجعانني على تخطي القيود التي فرضها التوحد، ويمنحانني الفرص لتحقيق طموحاتي”.

من التحديات إلى الطموحات

رحلة علي لم تخلُ من التحديات. ففي ظل غياب استراتيجيات الدمج، طُرد من مدرسته في صغره، ليبدأ رحلة بحثٍ طويلة عن بيئة تعليمية مناسبة. انتقل من مدرسة لأخرى، حتى وجد ضالته في مدرسة دبي الوطنية، ثم أكمل مسيرته التعليمية حتى وصل إلى الجامعة. وعلى الرغم من التكلفة الباهظة للتعليم، إلا أن والديه لم يتوانيا عن توفير كل ما يحتاجه.

طموحات بلا حدود

واليوم، يطمح علي إلى العمل في مكتبة وطنية كبرى، ليس فقط كأمين مكتبة، بل كمتخصص في علم القراءة والمطالعة. ويحلم بابتكار مكتبة إلكترونية تفاعلية لأصحاب الهمم، تتيح لهم الاستماع إلى الكتب وتحليل محتواها، لتكون المعرفة في متناول الجميع. يقول علي: “أرى شهادتي الجامعية بداية لمرحلة جديدة، فطموحاتي تسبقني”.

رسالة أمل وإلهام

قصة علي هي رسالة أملٍ وإلهامٍ لكل أسرة لديها طفل من ذوي الهمم. يقول والداه: “لا تدعوا التحديات تقف في طريق أحلامكم. كل طفل لديه قدرات خاصة، وبإصراركم، سيحققون طموحاتهم”. قصة علي هي قصة تحدٍّ وإرادة، تُثبت أن الإعاقة ليست نهاية المطاف، بل هي بدايةٌ لرحلةٍ من الكفاح والنجاح. وبعد 19 عامًا من الكفاح، يخطو علي خطواته الأولى نحو تحقيق حلمه، ليؤكد أن التوحد ليس قيدًا، بل فرصة لفهم العالم بطريقة مختلفة.

برع علي في فهرسة الكتب وتصميم أنظمة إدارة المكتبات، وأظهر مهارة استثنائية في استخدام التكنولوجيا. وأتقن اللغة الإنجليزية، التي ساعدته على فهم النصوص والتواصل مع متخصصين في علم المكتبات لتعلم أحدث التقنيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى