تأثير تغير المناخ على الحياة البحرية

كتب: سيف الدين عبد الحميد
تُعتبر المحيطات رئة كوكبنا، حيث تلعب دورًا حيويًا في تنظيم مناخ الأرض والحفاظ على التوازن البيئي. لكنّ تغير المناخ، الذي يُعزى بشكل رئيسي إلى الأنشطة البشرية، يُهدد هذه النظم البيئية البحرية الهشة بشكلٍ خطير.
ارتفاع درجة حرارة المياه
تأثيره على الشعاب المرجانية
يُعدّ ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات أحد أبرز مظاهر تغير المناخ، وهو يُسبب ابيضاض الشعاب المرجانية، مما يُضعفها ويجعلها أكثر عرضة للأمراض. فالشعاب المرجانية، التي تُعرف بـ”الغابات المطيرة” البحرية، تُعتبر موطنًا لعدد هائل من الكائنات البحرية، ففقدانها يُترجم إلى فقدان التنوع البيولوجي بشكلٍ كبير.
تأثيره على الكائنات البحرية الأخرى
لا تتأثر الشعاب المرجانية فقط بارتفاع درجات الحرارة، بل تتأثر أيضاً العديد من الكائنات البحرية الأخرى. فالتغيرات في درجات الحرارة تؤثر على دورة حياة الأسماك واللافقاريات، مما يُسبب اضطرابًا في التوازن البيئي البحري.
حموضة المحيطات
يمتص المحيط كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى زيادة حموضته. هذه الزيادة في الحموضة تُعيق نمو الكائنات البحرية التي تُبني هياكلها من الكالسيوم، مثل المحار والرخويات، مما يُهدد سلاسل الغذاء البحرية بأكملها.
ارتفاع مستوى سطح البحر
يُساهم ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع درجة حرارة المياه في ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يُهدد المناطق الساحلية المنخفضة ويُسبب غمر بعض الجزر الصغيرة. كما يؤثر ذلك على بيئات المستنقعات المالحة والأراضي الرطبة الساحلية، التي تُعتبر بيئات حيوية لعديد من الكائنات.
إنّ مواجهة هذه التحديات تتطلب جهودًا عالمية جماعية، بدءًا من الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وصولاً إلى تطبيق استراتيجيات فعّالة للحفاظ على البيئة البحرية. فالمحافظة على صحة المحيطات ليست مسؤولية حكومات فقط، بل مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل فرد منا.