الأمارات

«نور دبي» تُضيء أنظار أوزبكستان بمخيم طبي نوعي لمكافحة العمى

كتب: أحمد محمود

في بادرة إنسانية نبيلة، سطرت مؤسسة «نور دبي» الخيرية، إحدى مبادرات «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، فصلاً جديداً في سجلها الحافل بالعطاء، بتوسيع نطاق خدماتها لتشمل منطقة آسيا الوسطى، من خلال إقامة أول مخيم علاجي متخصص في مكافحة العمى بجمهورية أوزبكستان.

شراكة استراتيجية

جاءت هذه الخطوة الرائدة بالتعاون الوثيق مع حكومة أوزبكستان، في سابقة هي الأولى من نوعها بين الحكومة الأوزبكية ومؤسسة خيرية إماراتية في المجال الصحي، لتؤكد عمق العلاقات الثنائية وروح التعاون الإنساني بين البلدين.

خدمات طبية شاملة

استهدف المخيم العلاجي، الذي امتد من 25 مارس إلى 19 أبريل 2025، مناطق تفتقر للخدمات الصحية التخصصية في العاصمة طشقند ومدينتي سمرقند وبخارى. وقد أسهم المخيم في إيصال خدمات تشخيصية وجراحية وأدوية مجانية لأكثر من 850 مريضاً، وإجراء 280 عملية جراحية دقيقة في طب العيون، بالتعاون مع «المركز التخصصي الجمهوري لجراحات العيون الدقيقة» التابع لوزارة الصحة في أوزبكستان، الذي يوفر خدماته الصحية عبر 13 فرعاً طبياً في الجمهورية. ومن المتوقع أن يصل عدد المرضى المستفيدين من المخيم إلى 1,000 مريض بحلول مايو 2025.

رؤية إنسانية

أكد عوض صغير الكتبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة نور دبي، أن المبادرة تجسد رؤية دبي في بناء جسور التعاون الإنساني مع مختلف شعوب العالم، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كحاضنة للخير والتنمية المستدامة، مشيداً بالتعاون المثمر مع الحكومة الأوزبكية لتمكين الفرق الطبية الإماراتية من تنفيذ الحملة وتخصيص الموارد اللازمة لإنجاحها.

مبادرات مستدامة

وأشار الكتبي إلى أن مؤسسة «نور دبي» تسير برؤية واضحة في توسيع نشاطها إلى مناطق جديدة، من خلال مبادرات مستدامة تعكس التزام دولة الإمارات بتحقيق أهداف التنمية الصحية وتعزيز جودة الحياة، مؤكداً أن تنفيذ المخيمات العلاجية المجانية يمثل نموذجاً للتكامل بين الرؤية الإنسانية والعمل الطبي التخصصي.

شكر وعرفان

وتقدم الكتبي بالشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على دعمه المتواصل لمؤسسة «نور دبي»، التي انطلقت بتوجيهات سموه عام 2008، واستطاعت منذ ذلك الحين إيصال خدماتها الصحية والوقائية إلى أكثر من 33 مليون مستفيد حول العالم. كما ثمن دعم الشيخة موزة بنت سهيل الخييلي، للمخيمات العلاجية التي انطلقت من الفلبين، وامتدت إلى أوزبكستان، استعداداً لتوسيع المبادرات نحو دول أخرى بمختلف قارات العالم.

أرقام وإحصائيات

من جانبها، أشارت الدكتورة منال عمران تريم، عضوة مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمؤسسة «نور دبي» الخيرية، إلى نجاح المخيم العلاجي الذي نظمته المؤسسة في جمهورية أوزبكستان، التي يصل عدد سكانها إلى 36.7 مليون نسمة، منهم 2.3 مليون في طشقند، و600 ألف بمدينة سمرقند، و300 ألف في بخارى، حيث تقدر نسبة الإصابة بالإعاقة البصرية لمن تبلغ أعمارهم 50 سنة فأكثر 5.6 %، والمياه البيضاء المسببة للعمى 0.6 %.

وأوضحت تريم أن هذا المخيم يعد بداية لتنفيذ عدد من البرامج الصحية التي تستخدم التقنيات المتطورة لإيصال خدمات الرعاية الصحية لمحتاجيها في المناطق الريفية، لتسهيل وصول المستفيدين لهذه الخدمات، وبما يساهم في دعم أهداف التنمية المستدامة. وأظهرت دراسة علمية استهدفت الأطفال في أوزبكستان، أن إعتام عدسة العين كان مسؤولاً عن 35% من حالات العمى أو ضعف البصر الشديد، كما تصل نسبة الإعاقة البصرية لدى النساء إلى 58% من إجمالي إحصائيات الإعاقة البصرية، وذلك لصعوبة الوصول للخدمات العلاجية.

تحديات صحية

ووفقاً لسجلات الوكالة الدولية لمكافحة العمى (IAPB)، فإن عدد أطباء العيون المرخصين في أوزبكستان يصل إلى حوالي 300 طبيب، يتمركز المختصون منهم في العاصمة، في حين تعاني المناطق الريفية من نقص في أطباء جراحة العيون. كما تصل تكاليف العلاج لعمليات المياه البيضاء ما بين 800 و900 دولار أمريكي للعين الواحدة، ما يشكل عبئاً مالياً كبيراً على المرضى في المناطق الريفية من ذوي الدخل المنخفض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى