المسرح العماني: منصة بناء الوعي الثقافي ونافذة على قضايا المجتمع

كتب: محمد البلوشي

في رحاب معرض مسقط الدولي للكتاب، وتحديدًا ضمن فعاليات دورته التاسعة والعشرين، أُقيمت جلسة حوارية بعنوان “دور المسرح في بناء الوعي الثقافي”، أدارت دفتها المديرية العامة للفنون. شهدت الجلسة حوارًا بناءً حول تطلعات الشباب العماني لتطوير الحركة المسرحية، وتعزيز دور المسرح في الارتقاء بمستوى الوعي المجتمعي. كما تطرقت إلى التحديات التي تواجه المسرحيين، وأهمية الاستثمار في الطاقات الشابة وتوفير بيئة حاضنة للإبداع الفني.

واقع الفرق المسرحية وآفاق التعليم المسرحي

تناولت الجلسة عددًا من المحاور المهمة، شملت واقع الفرق المسرحية الشبابية، وآفاق التعليم المسرحي المتخصص، ودور المؤسسات الثقافية والفنية في رعاية المواهب الشابة. كما ناقشت أهمية تكثيف الإنتاج المسرحي، وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية وتفاعلها مع هذا الفن العريق.

المسرح.. نقلة نوعية في الوعي الثقافي

أكد الكاتب والمخرج المسرحي أحمد بن ضحي الشبلي أن المسرح يشهد نقلة نوعية في مستوى الوعي الثقافي، حيث يسهم بفاعلية في توعية المجتمع، وكسر حواجز الخوف والخجل، وترسيخ الهوية الوطنية، فضلًا عن دوره في نقل المعرفة بأساليب إبداعية مبتكرة.

من الترفيه السطحي إلى منصة فكرية

من جانبه، أشار الممثل المسرحي عمران بن صالح الرحبي إلى أن العروض المسرحية تجاوزت مفهوم الترفيه السطحي، لتصبح منصات فكرية ثرية تثير النقاش الجاد، وتسهم في طرح القضايا المجتمعية بجرأة وموضوعية. وأشاد الرحبي بدور مسرح ذوي الإعاقة في تقديم رؤية شاملة للتحديات الاجتماعية والإنسانية بصدق وتأثير بالغ.

القراءة والكتابة.. عماد الفكر المسرحي

أما الكاتب والمخرج المسرحي أسامة بن زايد الشقصي، فأكد على أهمية القراءة والكتابة بوصفهما عماد الفكر المسرحي. وأشار إلى الدور المحوري للنصوص المسرحية في فتح آفاق التأمل، وتعميق التجربة الحياتية للمتلقي، وإثراء وعيه الثقافي.

نقاش مفتوح وتجارب عالمية

اختتمت الجلسة بنقاش مفتوح مع الحضور، تم خلاله التأكيد على أهمية الاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية في دعم الحركة المسرحية الوطنية، وتعزيز حضورها وتأثيرها في المجتمع. وتأتي هذه الجلسة ضمن جهود اللجنة الثقافية للمعرض لدعم المشهد الثقافي الوطني، وتحفيز الإبداع المسرحي بشتى أنواعه، بما يتماشى مع رؤية “عُمان 2040” في ترسيخ الهوية الثقافية وتعزيز المشاركة المجتمعية بفاعلية واستدامة.