عمان

عُمان تحتفل بيوم التراث العالمي: صمود إرث عريق في وجه التحديات

كتب: أحمد البلوشي

 

احتفلت سلطنة عُمان بيوم التراث العالمي تحت شعار “صمود التراث في وجه الكوارث والنزاعات”، مؤكدةً على أهمية الحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي ونقله للأجيال القادمة، في ظل التحديات التي تواجهه سواءً بفعل عوامل الطبيعة أو أنشطة الإنسان.

التراث العُماني: شواهد ناطقة على براعة الإنسان

أكدت المهندسة يسرى بنت خلف الصبحية، مدير عام الآثار بوزارة التراث والسياحة، على أن المواقع الأثرية في عُمان ليست مجرد أطلال ساكنة، بل شواهد ناطقة على براعة الإنسان العُماني عبر التاريخ. فمن الحرف التقليدية التي ما زالت تُمارس حتى اليوم، إلى شبكات التجارة البحرية القديمة التي ربطت موانئ عُمان بالعالم، وصولاً إلى قوافل النحاس التي جابت أصقاع الأرض، يروي التراث العماني قصة إنسان عريق.

التزام وطني بالحفاظ على الهوية

وأشارت الصبحية إلى أن الاحتفال بيوم التراث العالمي يُمثل فرصة لتجديد الالتزام الوطني بالحفاظ على الموروث الثقافي، ليس فقط كقيمة رمزية للماضي، بل كركيزة أساسية للتنمية المستدامة وتعزيز السياحة الثقافية. فهذا الالتزام لا يقتصر على صون الآثار المادية، بل يشمل أيضاً حفظ الذاكرة الحية المتجسدة في الحكايات الشعبية، والطقوس، والأهازيج، والممارسات الثقافية المتوارثة عبر الأجيال.

فعاليات متنوعة احتفاءً بالتراث

تضمن برنامج الاحتفال مجموعة متنوعة من الفعاليات، بما في ذلك أوبريت غنائي قدمه طلبة جامعة نزوى، وعروض للفنون التقليدية العُمانية، وفقرات مسرحية، بالإضافة إلى معرض فني. كما عُقدت جلسة حوارية ناقشت أهمية إدراج المواقع الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، والمعايير المعتمدة في ذلك، والتحديات التي تواجه المواقع المُدرجة، وإمكانية استثمارها سياحياً.

التوثيق الرقمي: حماية التراث في العصر الحديث

تناولت الجلسة أيضاً أحدث الآليات الرقمية المستخدمة في توثيق المواقع الأثرية، ودورها في حفظ الهوية الوطنية. تجدر الإشارة إلى أن سلطنة عُمان نجحت في إدراج عدد من مواقعها على قائمة التراث العالمي، بما في ذلك قلعة بهلا، والمواقع الأثرية في بات والخطم والعين، ونظام الأفلاج، ومواقع أرض اللبان، ومدينة قلهات القديمة.

يُذكر أن يوم التراث العالمي يُصادف 18 إبريل من كل عام، وقد أقرّه المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) استنادًا إلى اتفاقية التراث الثقافي والطبيعي التي أقرتها اليونسكو عام 1972م. لمزيد من المعلومات حول مواقع التراث العالمي، يمكنكم زيارة موقع اليونسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى