الأمارات

شراكة الإمارات والولايات المتحدة: قصة نجاح تمتد لأكثر من خمسة عقود

كتب: خالد بن سيف

تُعدّ الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية قصة نجاحٍ مُلهمة، تمتدّ جذورها لأكثر من خمسة عقود من التعاون والتنسيق الوثيق في مختلف المجالات. وقد أسهم هذا التعاون بشكلٍ كبير في تحقيق التنمية والازدهار في كلا البلدين.

زيارة الشيخ طحنون بن زايد: تعزيز جسور التواصل

مواصلة نهج التعاون البناء

تأتي الزيارة الرسمية لسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في إطارٍ مُستمرّ لتعزيز الحوار والبناء على أسس الشراكة القوية بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.

شراكة اقتصادية قوية ومتنامية

تعاون اقتصادي واستثماري متميز

تُعتبر الإمارات من أبرز شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم. ويُظهر التعاون بين البلدين التزاماً راسخاً بتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، وتحقيق الازدهار الاقتصادي المُستدام، ومواجهة التحديات العالمية المُشتركة. وقد نجح البلدان في بناء أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وأقاما شراكاتٍ مبتكرة في مجالاتٍ حديثة، تشمل الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من القطاعات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.

أرقام تُبرز قوة الشراكة

تُشير البيانات إلى حجم التجارة الثنائية (غير النفطية) بين البلدين، والتي تقترب من 40 مليار دولار. وقد ارتفع حجم تجارة السلع بنسبة 9.47% خلال عام 2024، ليصل إلى 34.43 مليار دولار (126.46 مليار درهم)، مقارنةً بـ 31.45 مليار دولار (115.51 مليار درهم) في عام 2023 (وفقًا لأحدث بيانات وزارة التجارة الأمريكية). كما بلغت استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و 2023، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة الأمريكية في الإمارات حوالي 9.5 مليار دولار خلال نفس الفترة. وتمتلك الإمارات استثماراتٍ مهمة في سوق الطاقة الأمريكي تتجاوز 70 مليار دولار حتى الآن، من خلال شركاتٍ مثل أدنوك ومصدر وXRG.

قطاعات رئيسية للاستثمار

تشمل القطاعات الرئيسية لاستثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية: الطاقة المتجددة، والاتصالات، والطاقة، والعقارات، والخدمات البرمجية، وتكنولوجيا المعلومات.

التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي

شراكات استراتيجية في مجال التكنولوجيا

شهد العام الماضي توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين في المجال التكنولوجي، خاصةً في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي أبريل 2024، أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42. وفي يونيو 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية استراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر بالإمارات. كما أعلنت مجموعة “جي 42” ومايكروسوفت في فبراير الماضي عن إطلاق “مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول”، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، بهدف تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.

إطار عمل مشترك للذكاء الاصطناعي

شهد سبتمبر 2024 الإعلان عن إطارٍ للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية. وقد أكد الجانبان عزمهما على التعاون في مجالاتٍ مهمة، منها: تعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق، ودعم البحث والتطوير الأخلاقيين، وبناء أطر تنظيمية لتعزيز الابتكار، وتوسيع التعاون في مجال حماية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتطوير المواهب في هذا المجال، ودعم الطاقة النظيفة لمتطلبات أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في البلدان النامية.

استكشاف الفضاء والعمل المناخي

شراكات فضائية رائدة

أدى إطلاق دولة الإمارات لمسبار الأمل في عام 2021 إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، والذي تجلّى بوضوح من خلال مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر. كما تؤدي الإمارات دوراً رئيسياً في مشروع NASA’s Lunar Gateway، حيث ستُطوّر وحدةً مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، وستُرسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر (وفقاً لمبادرة أُعلنت في يونيو الماضي)، ومن المقرر إطلاق الوحدة، الضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة، بحلول عام 2030.

التعاون في مجال العمل المناخي

يُعدّ العمل المناخي أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035. وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تشمل أكثر من 50 دولة و500 شريك، لتعزيز الزراعة المستدامة. وقد استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعاً للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات Big Beau بالقرب من لوس أنجلوس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى