في خطوة تعكس التوجه العالمي المتزايد نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، كشف تقريرٌ جديدٌ صادرٌ عن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي بالشراكة مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، عن نظرة إيجابية غامرة من موظفي الحكومة تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي ودوره المحوري في تطوير القطاع الحكومي. جاء هذا الإعلان خلال فعاليات “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”، مؤكداً على التزام الإمارة بالريادة في مجال التحول الرقمي.
تقرير يرصد تفاؤل الموظفين الحكوميين
يحمل التقرير عنوان “تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بين موظفي حكومة دبي”، ويقدم أول دراسة تحليلية شاملة من نوعها حول استخدامات وتصورات واعتماد موظفي حكومة دبي لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقد شملت الدراسة أكثر من 1531 موظفاً من 34 جهة حكومية على الأقل، مغطيةً جميع المستويات الوظيفية من القيادات العليا إلى الموظفين في الصفوف الأمامية. و امتدت الدراسة الميدانية على مدار عام كامل، من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024، مما يضفي عليها مصداقيةً وشمولية.
الذكاء الاصطناعي التوليدي: فرص وتحديات
يُحلل التقرير فرص الأتمتة والتعزيز التكنولوجي للمهام الوظيفية المختلفة، مع التركيز على تقييم الخصائص الشخصية التي قد تؤثر على مدى تأثر الموظفين بهذه التقنيات. وتأتي هذه الدراسة في إطار الجهود العالمية الرامية لفهم تأثيرات الذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئة العمل، خاصةً في القطاع الحكومي. وتهدف إلى تزويد صناع القرار والمسؤولين الحكوميين برؤية واضحة حول اتجاهات تبني هذه التقنيات، ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتعزيز جاهزية المؤسسات الحكومية وموظفيها لمواجهة التحديات واغتنام الفرص الناشئة.
جاهزية دبي لمستقبل الذكاء الاصطناعي
أكد عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، على أهمية التقرير باعتباره خطوةً أساسيةً نحو بناء نموذج حكومي مستقبلي قائم على الابتكار والذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن نتائج التقرير تُظهر جاهزية الكوادر البشرية وقدرتها على مواكبة التطورات العالمية. كما أوضح أن الدائرة وضعت خطةً متكاملةً لتعزيز جاهزية الموارد البشرية الحكومية، من خلال تطوير المهارات الرقمية، وترسيخ ثقافة الابتكار، وتوفير بيئة عمل مرنة ومحفزة لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
بناء منظومة متكاملة لحوكمة الذكاء الاصطناعي
شدد الفلاسي على أهمية بناء منظومة متكاملة لحوكمة الذكاء الاصطناعي لضمان الاستخدام الأخلاقي والفعال لهذه التقنيات، وتعزيز كفاءة العمل المؤسسي، مع الحفاظ على الخصوصية والأمن السيبراني. وتُعدّ هذه الخطوة ضروريةً لضمان تحقيق أقصى استفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي مع التقليل من المخاطر المحتملة. كما أشار إلى أن التقرير سيسهم في صياغة سياسات استباقية، وتصميم برامج تدريبية متخصصة، وتحديث أنظمة العمل بما يتماشى مع التطورات المتسارعة في هذا المجال. وقد أظهر التقرير أن 97% من موظفي الحكومة يرون أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي لها تأثير إيجابي في القطاع الحكومي، وأن 94% منهم متفائلون بتأثيره على بيئة العمل.