تحذير صندوق النقد: الاقتصاد العالمي يواجه “اختبارًا كبيرًا” وسط توترات تجارية

كتب: أحمد السيد
في ظل تحولات جذرية تشهدها السياسات التجارية العالمية، وتقلبات الأسواق المالية، حذرت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، من أن الاقتصاد العالمي يواجه “اختبارًا جديدًا وكبيرًا”. تصاعدت حدة التوترات التجارية مؤخرًا، مما ألقى بظلاله على آفاق النمو العالمي وأدى إلى حالة من عدم اليقين تخيم على الأسواق.
تخفيض توقعات النمو العالمي
أكدت غورغييفا أن الصندوق قام بتخفيض كبير في توقعاته للنمو العالمي، مشيرة إلى أن هذه التحديات تأتي في وقت استنزفت فيه أدوات الدعم السياسي جراء الصدمات الأخيرة. وأضافت أن العالم يواجه تحديات كبيرة في ظل تزايد التوترات التجارية وتشديد الأوضاع المالية وتقلبات الأسواق، مما يتطلب تحركًا عاجلًا من قبل الدول.
أولويات مواجهة التحديات الاقتصادية
حددت غورغييفا ثلاث أولويات رئيسية للتعامل مع الوضع الراهن، حيث شددت على ضرورة أن تعمل الدول بشكل بناء وسريع لحل التوترات التجارية والحفاظ على الانفتاح وإزالة حالة عدم اليقين. وأكدت على أهمية التعاون الدولي وتنسيق السياسات الاقتصادية بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة.
وأضافت غورغييفا أن التوصل إلى تسوية بين اللاعبين الرئيسيين، وخاصة الولايات المتحدة والصين، أمر جوهري، حيث أن عدم اليقين مكلف للغاية، فهو يثبط استثمارات الشركات وإنفاق الأسر، مما يزيد من إضعاف النمو الاقتصادي. ويؤثر سلبًا على الاستقرار المالي العالمي.
دعوة لإصلاحات هيكلية
ولمعالجة الاختلالات، دعت غورغييفا الصين إلى تعزيز الاستهلاك الخاص والتحول نحو الخدمات، والولايات المتحدة إلى خفض العجز المالي، وأوروبا إلى استكمال السوق الموحدة والاتحاد المصرفي واتحاد أسواق رأس المال. كما حثت جميع الدول على خفض الحواجز التجارية، سواء التعريفية أو غير التعريفية، بهدف تحسين التجارة الدولية وتعزيز النمو المستدام.
وشددت غورغييفا على ضرورة معالجة الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أهمية الإصلاحات الهيكلية في تعزيز النمو وتحسين القدرة التنافسية. ودعت الدول إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة هذه الاختلالات وتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.
كما أشارت إلى أهمية الاستثمار في البنية التحتية وتعزيز التعليم والتدريب لتحسين إنتاجية العمالة وتعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وأكدت على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
يأتي تحذير صندوق النقد الدولي في وقت يشهد فيه العالم توترات متزايدة على الصعيد التجاري والجيوسياسي، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.