انقطاع كهربائي واسع النطاق يُشل إسبانيا والبرتغال.. هل هو هجوم إلكتروني؟

كتب: أحمد السيد
في مشهدٍ أعاد للأذهان مشاهد انقطاعات الكهرباء الكبرى، غرقت أجزاء واسعة من إسبانيا والبرتغال في ظلام دامس اليوم، مُتسبباً في شللٍ لحركة النقل العام، وازدحام مروري خانق، بالإضافة إلى تأخير العديد من الرحلات الجوية. هذا الانقطاع المفاجئ أثار تساؤلاتٍ مُلحة حول أسبابه، خاصةً مع تزايد التخوفات من الهجمات الإلكترونية التي تستهدف البنى التحتية الحيوية للدول.
شلل مروري وتأخير رحلات جوية
أكدت شركة ريد إلكتريكا، المسؤولة عن تشغيل شبكة الكهرباء الإسبانية، أنَّ مُدة الانقطاع قد تمتد من ست إلى عشر ساعات، في الوقت الذي تُجري فيه السلطات تحقيقاتٍ مُكثفة للوقوف على مُسببات هذه الأزمة، دون استبعاد فرضية هجوم إلكتروني مُحتمل. هذا الانقطاع المفاجئ أدى إلى توقف إشارات المرور، وشلّ شبكات النقل، وانقطاع الكهرباء عن المستشفيات، مما تسبب في فوضى عارمة، وعلق الركاب داخل عربات المترو والمصاعد في كِلا البلدين.
ملاعب التنس تُظلم وتُعلق المباريات
ولم يسلم عالم الرياضة من تداعيات هذا الانقطاع، حيثُ أُجبرت بطولة مدريد المفتوحة للتنس على تعليق مبارياتها بعد انقطاع الكهرباء عن الملاعب والمرافق الإلكترونية. و امتدت آثار هذا العطل إلى فرنسا، حيثُ شهدت بعض المناطق انقطاعاتٍ مُؤقتة، مما يُؤكد على الترابط الوثيق لشبكات الكهرباء في أوروبا.
لجان أزمة وحالة طوارئ
على الفور، تحركت حكومتا إسبانيا والبرتغال، مُشكلةً لجان أزمة لمتابعة الوضع عن كثب، والعمل على احتواء تداعياته. وقام رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيث، بزيارة مركز التحكم التابع لشركة ريد إلكتريكا للوقوف على آخر المُستجدات. في المُقابل، فعّلت شركة رين البرتغالية خطط الطوارئ، مُسخّرةً كافة إمكانياتها لاستعادة الكهرباء تدريجياً. كما لجأت المطارات، وخاصةً مطارا بورتو وفارو، إلى تشغيل مولدات الطوارئ لضمان استمرار العمليات الأساسية.
المفوضية الأوروبية تُتابع عن كثب
من جانبها، أعلنت المُفوضية الأوروبية أنها تُتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع السلطات المحلية والشبكة الأوروبية لمُشغلي أنظمة نقل الكهرباء (ENTSO-E). يُذكر أنَّ انقطاعات الكهرباء بهذا الحجم تُعد نادرة في أوروبا، حيثُ تعود آخر حادثة مُماثلة إلى عام 2003، عندما شهدت إيطاليا انقطاعاً كبيراً دام نحو 12 ساعة، بسبب عطل في أحد خطوط الطاقة الكهرومائية بين إيطاليا وسويسرا. يُثير هذا الحادث تساؤلاتٍ حقيقية حول مدى قدرة البُنى التحتية الحيوية في أوروبا على مواجهة التحديات المُتزايدة، خاصةً في ظل التهديدات المُتزايدة للهجمات الإلكترونية.