كتب: محمود عبد العزيز
في مشهدٍ جنائزي مهيب، ودّع العالم أمس شخصيةً دينية بارزة، تركت بصمةً لا تُمحى في قلوب الملايين. رحل البابا فرنسيس، تاركًا إرثًا من المحبة والتسامح والسلام، ليس فقط للمسيحيين، بل لكل البشرية. وقد نعاه شيخ الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بكلماتٍ مؤثرة، عبّرت عن عمق العلاقة الإنسانية التي جمعتهما، وعن تقدير الأزهر لدوره الريادي في خدمة قضايا الإنسانية.
شيخ الأزهر ينعي البابا فرنسيس
أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن بالغ حزنه لرحيل قداسة البابا فرنسيس، واصفًا إياه بالأخ في الإنسانية والرمز العالمي الذي قلّ نظيره في الإخلاص لقضايا الفقراء والمظلومين، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات. وأشاد فضيلته بدور البابا الرائد في ترسيخ ثقافة السلام، ورفضه القاطع لجميع أشكال الكراهية والتطرف، مؤكدًا أن العالم فقد قامة دينية عظيمة.
علاقة تاريخية بين الأزهر والفاتيكان
أشار شيخ الأزهر إلى التطور الكبير الذي شهدته العلاقات بين الأزهر والفاتيكان في عهد البابا فرنسيس. بدأت هذه العلاقة بزيارة البابا لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017، وتوّجت بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي عام 2019. هذه الوثيقة التاريخية، التي شارك في صياغتها الإمام الأكبر والبابا فرنسيس، مثّلت إعلانًا مشتركًا عن التزام القيم الإنسانية والتسامح والتعاون بين جميع شعوب العالم، وسعت إلى بناء جسور الحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات.
إرث البابا فرنسيس
سيُذكر البابا فرنسيس بإرثه الإنساني العظيم، وجهوده الدؤوبة في نشر السلام والمحبة والتسامح بين الناس. لقد كان مدافعًا شرسًا عن حقوق الفقراء والمهمشين، داعيًا إلى العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع البشر. كما لعب دورًا بارزًا في تعزيز الحوار بين الأديان، مؤكدًا على أهمية التعايش السلمي بين أتباع مختلف المعتقدات.
لقد كان البابا فرنسيس مثالاً يحتذى به في التواضع والبساطة، فقد اختار اسمه تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، المعروف بتفانيه في خدمة الفقراء والمرضى. وخلال فترة بابويته، عمل جاهدًا على تقريب وجهات النظر بين مختلف الطوائف المسيحية، وسعى إلى إصلاح الكنيسة الكاثوليكية وتحديث مؤسساتها.
رحل البابا فرنسيس، لكن رسالته الإنسانية ستبقى خالدة، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. لقد ترك للعالم إرثًا من القيم النبيلة، التي ستساهم في بناء عالم أكثر عدلاً وسلامًا.