الأمارات

الإمارات والنمسا.. شراكة اقتصادية واعدة نحو آفاق جديدة

كتب: أحمد محمود

في زيارة رسمية حظيت بترحيب كبير، أشاد وزير الاقتصاد والعمل النمساوي، فولفغانغ هاتمانسدورفر، بدولة الإمارات العربية المتحدة، منوهًا بقيم التميز والانفتاح العالمي التي لمسها خلال زيارته، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا يحتذى به. جاء ذلك على هامش فعالية «قمة اكتشف أوروبا تلتقي فعالية مرحباً 2025»، التي اختتمت أعمالها مؤخرًا في دبي.

الإمارات.. نموذج للتميز والانفتاح

أكد هاتمانسدورفر أن زيارته للإمارات لم تقتصر على عقد الشراكات الاقتصادية فحسب، بل تعدت ذلك لتكون رحلة تعلم حقيقية، مشيدًا بكرم الضيافة الذي لقيه، والقيم المشتركة التي تجمع البلدين، والتي تشكل أساسًا متينًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما. وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين النمسا والإمارات بلغ مليار يورو، مع وجود طموحات لزيادته في المستقبل القريب.

السياحة.. جسر للتواصل الثقافي

سلط الوزير الضوء على أهمية السياحة كجسر للتواصل الثقافي، مشيرًا إلى أن النمسا استقبلت 146.8 ألف سائح إماراتي خلال عام 2024، قضوا 447 ألف ليلة. وأكد ضرورة تشجيع السياحة المتبادلة بين البلدين، لجذب المزيد من السياح النمساويين إلى الإمارات، والمزيد من السياح الإماراتيين إلى النمسا.

استثمارات نمساوية واعدة في الإمارات

كشف الوزير النمساوي أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة للنمسا في الإمارات بلغت 12.339 مليون يورو خلال العام الماضي، مؤكدًا أن زيارته تأتي في إطار حرص النمسا على تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصًا في ظل القواسم المشتركة التي تجمع البلدين، سواء على مستوى المساحة، أو عدد السكان، أو منظومة القيم. وأوضح أن مجالات التعاون تشمل الطاقة، وخاصة الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى قطاع البناء، حيث تشارك شركات نمساوية رائدة في مشاريع داخل الدولة. كما أبدى اهتمامًا بتوسيع التعاون في مجال البنية التحتية، والصناعات الدوائية والطبية.

اتفاقيات التجارة الحرة.. أساس الرفاهية

شدد هاتمانسدورفر على أهمية اتفاقيات التجارة الحرة، مؤكدًا دعم حكومة بلاده لانطلاق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والإمارات، قائلاً: «نؤمن بأن التجارة الحرة هي أساس رفاهية شعوبنا، وهي التي تُمكِّننا من تمويل المدارس والمستشفيات والخدمات العامة».

شراكة تاريخية في قطاع الطاقة

وفي إشارة إلى الشراكة المتنامية بين الجانبين، تحدث الوزير عن الصفقة التاريخية بين شركة OMV النمساوية وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، واصفًا إياها بأنها من أكبر الصفقات في تاريخ النمسا، حيث تسهم في تأسيس كيان عالمي بقيمة تفوق 60 مليار دولار في قطاع البتروكيماويات، قائلاً: «نحن نبني واحدة من أكبر الصناعات الكيميائية في العالم». كما تحدث عن مناقشات حول إنشاء مجلس أعمال مشترك يضم شركات من البلدين، بهدف دفع عجلة التعاون الاقتصادي.

النمسا.. وجهة سياحية على مدار العام

من جانبها، أعربت الرئيسة التنفيذية لهيئة سياحة النمسا، أستريد ستاهارنيغ ستاودينغر، عن تطلعها لترويج النمسا كوجهة سياحية على مدار العام، وليس فقط خلال موسمي الصيف والشتاء. وأضافت أن النمسا توفر تجارب سياحية متنوّعة، من التزلج في الشتاء إلى العطلات الصيفية في الطبيعة، بهدف توزيع حركة السياح على مدار العام لتجنب الزحام الموسمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى