تحذير أوروبي: معدلات قياسية من أمراض البعوض بسبب التغير المناخي!

كتب: أحمد محمود

تشهد أوروبا هذا العام ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الإصابة بأمراض ينقلها البعوض، مثل حمى شيكونغونيا وفيروس غرب النيل، في ظاهرة تُعزى إلى التغير المناخي وتأثيراته المتزايدة على القارة. وحذرت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي من مواسم أطول وأكثر حدة لهذه الأمراض، مشيرةً إلى أن هذا الواقع الجديد يفرض تحديات صحية غير مسبوقة.

تغير مناخي وبيئة مواتية للبعوض

أوضح المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها أن ارتفاع درجات الحرارة، واستطالة فصول الصيف، واعتدال فصول الشتاء، بالإضافة إلى التغيرات في أنماط هطول الأمطار، تساهم في خلق بيئة مثالية لتكاثر البعوض وانتشار الفيروسات. هذا التغير المناخي يمثل تحديًا خطيرًا للصحة العامة في أوروبا.

انتشار «الزاعجة البيضاء»

وأشار المركز إلى أن بعوضة الزاعجة البيضاء، المسؤولة عن نقل فيروس شيكونغونيا، تتواجد حاليًا في 16 دولة أوروبية و369 منطقة، مقارنة بـ 114 منطقة فقط قبل عقد من الزمان. وسُجلت في أوروبا حتى الآن 27 حالة إصابة بشيكونغونيا في عام 2025، وهو رقم قياسي للقارة. وللمرة الأولى، تم الإبلاغ عن إصابة محلية بفيروس شيكونغونيا في الألزاس شمال شرق فرنسا، وهو ما يُعدّ حدثًا استثنائيًا على هذا الخط العرضي شمالًا، مؤكدًا اتساع نطاق خطر انتشار العدوى شمالًا.

فيروس غرب النيل

أما بالنسبة لفيروس غرب النيل، فقد سجلت ثماني دول أوروبية 335 إصابة محلية و19 حالة وفاة بين الأول من يناير و13 أغسطس من العام الحالي. وتُعدّ إيطاليا الأكثر تضررًا، حيث بلغ عدد الإصابات 274 حالة.

نصائح للوقاية

ودعا المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحة الأمراض، سكان المناطق المتضررة إلى اتخاذ تدابير وقائية لحماية أنفسهم من لدغات البعوض. وتشمل هذه التدابير استخدام طارد الحشرات، وارتداء ملابس بأكمام طويلة وسراويل، وتركيب ناموسيات للحد من التعرض للدغات. هذه الإجراءات البسيطة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض التي ينقلها البعوض.

وتُشدد وكالة الصحة الأوروبية على أهمية التوعية بمخاطر التغير المناخي وتأثيراته على صحة الإنسان. وتُشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وتغيّر أنماط هطول الأمطار يُسهمان في انتشار الأمراض المُعدية المنقولة بواسطة البعوض.

Exit mobile version